الدكتورة سنية حبّوب: اللبنانية التي كسرت قيود المجتمع وتألقت ببزتها البيضاء

الدكتورة سنية حبّوب

الدكتورة سنية حبّوب، طبيبة من أصل لبناني. لم يتوقع أحد من بني حقبتها أنها ستكون من أكثر الشخصيات شهرةً في لبنان والعالم العربي. بل وقد تعدت حدود ملتها العربية، عندما جاء جوجل بعظمته ليُذكر العالم بإنجازاتها. نعم إنها المرأة الحديدية، المناضلة، حاملةً راية العلم الشريفة. فلنتعرف على جزء من حياتها في ثنايا مقالنا الموالي.

من هي الدكتورة سنية حبّوب؟

السيدة سنية لبنانية الأصل والنشأة، ولدت في 10 يونيو 1901 لعائلة بسيطة فوالدها “مصطفى حبوب” قد عمل في مجال تجارة الجلود، أما أمها ذات الأصول التركية “عادلة الجزائري” فكانت ربة بيت أمية. سعت أم سنية دوماً لتعليم ابنتها ومواكبة النهضة التعليمية في الغرب. وهذا ما حدث فعلاً، فقد التحقت سنية حبوب بركب العلم ودرست في الكلية الأمريكية للبنات لتنتقل فيما بعد إلى الجامعة الأمريكية بالعاصمة اللبنانية بيروت. أين بدأت العراقيل في الظهور ومنع سنية من أن تحقق حلمها، فقد كانت هذه الجامعة تصيغ قوانين جائرة في حق النساء ولا تسمح لهن بدراسة الطب أو مزاولته. لكن عزيمة سنية لكي تضيف كنية “الدكتورة” إلى اسمها جعلتها تتخذ قراراً جريئاً سيغير مسار حياتها بأكمله. فقد قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أحلامها لتكون بذلك أول امرأة عربية تقوم بخطوة كهذه في سبيل طلب العلم.

وبالفعل، ثابرت الدكتورة سنية واجتهدت في دراستها لكي تتخرج أخيراً عام 1931 من كلية الطب النسائية ببنسلفانيا. ولم تكتف بذلك فقد بقيت في الولايات المتحدة الأمريكية لعام إضافي من أجل التدريب المكثف في اختصاص أمراض النساء والتوليد. وأما عن الحياة الشخصية للدكتورة سنية حبوب فقد كانت هذه الأخيرة متزوجة مع الصحفي محمد النقاش والذي أنجبت منه ابنتان.

إنجازات الدكتورة سنية حبّوب

كانت الدكتورة  حبّوب من أوائل الأطباء العرب من النساء. كانت حياتها المهنية بمثابة مثال يحتذى به لبنات جيلها لكونها امرأة مثقفة متعلمة ومستقلة. هذه الأوصاف في زمانها نادرة لكي توصف بها امرأة. لذلك فما قدمته الدكتورة سنية حبّوب يستحق التقدير والثناء لأنها فتحت باباً جديداً ضل موصداً بإحكام طيلة السنين السابقة. لذلك دعونا نستذكر أهم محطات حياتها المهنية.

  • بعد تخرج سنية حبوب من جامعة بنسلفانيا بشهادة في طب النساء والتوليد، حصلت على منحة استغلتها للعودة إلى مسقط رأسها بلبنان وفتح عيادة تقدم خدمات مجانية للنساء اللواتي يعجزن عن دفع تكاليف العلاج.
  • لم تكتف الدكتورة بمزاولة مهنة الطب في حدود عيادتها المتواضعة، بل عملت على ممارسة نشاطها الطبي في الجمعيات الخيرية فساهمت في تأسيس جمعية الهلال الأحمر اللبناني والعمل في صفوف أطباء الصليب الأحمر اللبناني بالإضافة لدار الأيتام المسلمين ورابطة الشابات المسلمات.
  • قدمت الأيقونة سنية حبوب سنوات طويلة من العطاء والعمل النبيل لصالح أبناء وطنها الأم لبنان، مما جر الحكومة اللبنانية لتقديم ميدالية الاستحقاق الصحية لها في عام 1982 تكريماً وتقديراً لها على السنوات الخمسين من حياتها التي كرستها لأغراضٍ نبيلة.

رحلت الدكتورة سنية حبّوب عن العالم في أيلول عام 1983 عن عمر يناهز 82 سنة. لقد كانت تلك السنوات ثمرة نافعة للمجتمع الذي عاصر هذه الانسانة الشريفة التي مهدت الطريق لجيلٍ من النساء المتعلمات. إنها الأم الروحية لكل فتاة عربية استطاعت تحقيق أحلامها المتعلقة بالدراسة وطلب العلم. لذلك علينا حتماً تقدير هكذا شخصيات عظيمة وملهمة لأنها أثرت على العالم بإيجابية، وهذا ما حدث في لبنان عندما كرموا أثرها بإطلاق اسمها على شارع في الرملة البيضا ببيروت.

اقرأ ايضاً دكتورة كاميليا في الشارقة

اترك تعليقاً